مش حتقدر تغمض عينيك

موضوع: مش حتقدر تغمض عينيك 4/11/2011, 4:20 am

كنت فى دعوة للعشاء

وفى البهو الانيق ، وضعت المائدة ، وعلى احد الاركان تستند شاشة متسعة ، تطل علينا وتغمرنا بفيض عطائها

كان التليفزيون مضبوطا على احد القنوات التى تحمل شعار (مش حتقدر تغمض عنيك )

تسالت بينى وبين نفسى الامارة بالسوء

لم هذه القناة تحديدا ؟! وخاصة اننا نريد ان نركز ابصارنا على ما وضع على المائدة

لم اذهب بخيالى الى بعيد واحسنت الظن بصاحب الدعوة

ومع اشارة البدء باقتحام المائدة ، يصعد على المسرح وحيد عصره ، وفريد اوانه فتا لم يجود الزمان بمثله ولن يجود !

واشرأبّت الأعناق ، ترْقُب ذلك الذى أرسلته العناية ، وأعدته يد القدرة ليجدد للأغنية العربية شبابها ، على رأس المئة الخامسة عشرة ، ويدفع عنها كيد الحاقدين ، الذين أرادوا بها السوء فوقف المحروس لهم بالمرصاد !

وما إن استقر به المقام ، على خشبة المسرح ، حتى توسّط فرقته فى جلال ناعم ، يميل بقدّ رشيق ، ويخطر بخصر نحيل ، وطرف كحيل ، يوزع النظرات فيبعث الرغبات ، بسمته بلسم ، ولمسته شفاء من كل داء ، حتى الهرم وشلل الأطفال !

يلبس بنطلوناً بلغ من الضيق حدّاً يجعلك تسأل ، متى لبسه ؟ وكيف سيخلعه ؟!

وقميصاً امتلأت صفحته بالورود والأزهار ، كأنما قصّه من شجرة ، زاد اهتمام الربيع بها ، تحيط برقبته سلسلة تقفز مع قفزاته ، فى منظر يجعلك تعتنق ( نظرية داروين ) حول أصل الإنسان ، ولم لا ؟ أليس هناك القرد أبو سلسلة ؟ فليكن هناك المطرب أبو سلسلة ، ومفيش قرد أحسن من قرد .

أما عن وجهه فحدّث ولا حرج عليك - لقد صنعت به الماشطة ، ما لم تصنعه بزبيدة يوم زفافها على الرشيد ، وما لم تصنعه ست الحُسْن ، استعداداً للقاء الأول بالشاطر حسن !

الغريب فى الأمر أنه كانت له لحية ! آه والله - لحية أبدع الحلاّق فى انتهاك حرمتها ، فلم يبْقَ منها غير خط رفيع يذكّرك ، أن المحروس كان رجلا يوما ما .

وفجأة انطلق الصفير ، وزاد الصراخ ، وزغردت السيدات ، وتشنّجت البنات ، وغابت بعض المراهقات عن الوعى .
الى هذا الحد
كنت احتفظ ببقية من هدوء حاولت جاهدا ان اتمسك بها
لاحافظ على شكلى العام امام الناس
لكن ما حدث
جعلنى افقد هدوئى ،
فريق من الفتيات يصاحب الفتى
وفى رقصة ماجنة وصدور عارية
ويمر الوقت
ويرتفع الصوت، وترتفع الصيحات، ويتحول المسرح كله الى حالة من الجنون
، وراح الجميع فى إغفاءةٍ ، من الّلاوعي الخالد ، حتى إذا قال المطرب المعجزة - ويالّلا إييييييييييه اهتزت الخشبة متجاوبة مع الخصور والأرداف ، من كل الأحجام والأصناف ، بدءاً بالحجم الصغير لفردٍ واحد وحتى الأحجام العائلية وانحدرت الكلمات من فمه ، لتصطدم بالآذان ، التى باتت تعشق كل تافه ، وأدمنت سماع كل تعيس .

لم اصدق ما ارى !
وارتسمت على وجهى علامات استفهام كثيرة ؟؟؟؟؟
اين ما يسمونه فنا ؟
اهذا هو الفن ؟!
وما دور الفتيات العاريات وراء المطرب المعجزة ؟!
وهل نجاح الاغنية مرتبط دائما بعد هؤلاء الفتيات ؟
وهل اصبح هناك تنافسا (غير شريف ) فى جلب اكبر عدد من الفتيات
ليرقصن وراء المطرب الفلتة ؟
حتى سمعنا ان فلان مشهور بكثرة عدد الراقصن من الفتيات
حتى انه بالغ فى فجوره ، واصبح يستجلب فتيات اجانب ممن لا يحكمهم اى قانون اخلاقى

ويبدين من اجسادهن اكثرما يسترن

فاصبح هذا المطرب المشهور محور اهتمام الشباب الذين يبحثون عن اى مساحة عارية
فى جسد انثى ، لترتع اعينهم فيها بلا رقابة ولا قانون
هل نحن فعلا مجتمع مسلم ؟
وهل فعلا اذواق الناس انحدرت الى هذا الحد ؟
هل فعلا العفة ماتت ، والحياء انتحر ؟
والفضيلة اندثرت ، والقيمة فى غرفة الانعاش ؟

اااااااااااااااااااااااه
والف اه

وتوقف فنان العصر وفريد الدهر ووحيد القَرْن - على مضض - ونزل عن الخشبة - ودعوت الله مخلصاً له الدين ، ألاّ يصعد البعيد على خشبة أخرى ، قبل خشبة الغُسل بصحبة الحانوتى إلى مثواه الأخير .

ونظرت على المائدة، فلم ارى طعاما فقد تم مسح الاطباق

عندها فهمت

لماذا تعمد صاحب المنزل ان يضبط القنوات على هذه القناة تحديدا

والتى شعارها مش _حتقدر تغمض عنيك _

قلم

القلب الذهبى

23-9-2011