نور زهران مشرفة
عدد المساهمات : 154 تاريخ التسجيل : 08/01/2011 العمر : 34 الموقع : الاردن-عمان
| موضوع: سينما الواقع وقصة محزنة 3/11/2011, 7:51 am | |
|
سينما الواقع وقصة محزنة
نتوهم انه فى عالم البشر قد يوجد من نطلق عليه الرجل المثال او المراة المثال ونسينا ان النقص والخطأ هو السمة المميزة لعالم البشر فكل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون فكل البشر واقعون تحت دائرة الخطا ولا يخرج من هذا الحيز الضيق الى فضاء الخيرية الا من قامت ضمائرهم فاحدثت نوعا من التغيير وتعديل المسار يعيد هذا الانسان الى طريق الاستقامة من جديد ليكمل المسيرة نحو الخلود
اذن رغم اننا كلنا مشتركون فى هذه الصفة (الخطأ) الا ان الناس تنقسم الى صنفين والمصير فى النهاية ينتهى الى (فريق فى الجنة وفريق فى السعير) ورب ذنب ادخل صاحبه الجنة الصنف الاول من الناس من له طبيعة خاصة وتركيبة مميزة ضمير حى وقلب يقظ وروح شفافة ونفس ابية وهمة عالية فنراه لا يقر فى المستنقعات ولا يطيل المقامة فى الحفر ونراه دائما فوق جبال المكارم وعلى قمم الفضائل حتى وان وقع نرى هذه الاشياء التى يمتلكها ويتميز بها عن غيره تحدث تغييرا سريعا يعيده الى وضعه الذى يتناسب مع هذه التركيبة البشرية الفريدة
والصنف الاخر ممن نامت ضمائرهم ولا قلب لهم ليعقل او يبصر هممهم دنيئة ونفوسهم ساقطة وارادتهم عاجزة ممن يعشقون البقاء فى قعر المستنقعات وبطن الحفر قد تعطلت كل اجهزة الحس والتنبيه لديهم فتبدلت المفاهيم وانعكس ميزان القيم فراو الباطل حقا والحق باطلا ومضوا يقطعون الطريق نحو الهاوية ظنا منهم انهم ماضون نحو النجاة واستمدو من هذا الظن كل قوتهم للاستمرار والمضى قدما نحو النهاية لا يملون ولا يتوقفون لا يقطع سيرهم تنبيه ولا تحذير ولا يوقف خطاهم ترهيب ولا تخويف وفجأة تعترض طريقهم حفرة واسعة تبتلعهم فى باطنها فيستيقظون ويدركون انها النهاية هذه الحفرة هى القبر مصير كل انسان حى لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد عندها فقط تستيقظ كل ادوات الحس والادراك ويدرك انه كان على باطل ولكن للاسف هذا الادراك قد اتى متاخرا فيصرخ وباعلى صوته رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت فتاتيه الاجابة كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ويسدل الستار على اخر مشاهد هذه القصة المحزنة
ورغم اننا نطالع احداثها كل يوم على مسرح الواقع الا ان الكثيرين منا لم يتحرك ولم يفكر مرة ان يغير المسار او ان يتوقف ويستمر فى سيره نحو الهاوية الى ان تبتلعه تلك الحفرة وتنتهى قصته فالى متى ستظل ضمائرنا نائمة وقلوبنا غائبة الى متى ستظل كل اجهزة الحس والتنبيه لدينا معطلة الى متى سنظل نيام ؟ ومتى سنخرج من هذا التابوت ؟ الى متى ستظل اسماؤنا مدرجة فى قائمة الذين يعشقون البقاء فى قعر المستنقعات وبطن الحفر متى سنقرر الخروج من دائرة الخطا الى فضاء الخيرية
متى ؟
الى ان ترتطم رؤوسنا فى جدران الحفرة ونتمدد فى قعرها ويهال علينا التراب ويقال مات فلان
اسئلة كثيرة تطرح نفسها والاجابة هى المصير
تمنياتى القلبية لكم بالتوفيق والنجاح
القلب الذهبى 22-6-2011
| |
|