ابتسم ترى الجمال قريبا منك...ويمد يده إليك...
ابتسم تحس السعادة تدب بين جنبيك...
ابتسم وتبسَّم يُنَاغيك الطفل بضحكاته البريئة...
ابتسم وتبسَّم...وافتر عن ثغر كلؤلؤ نضيد...ثم انظر إلى وجهك في المرآة...
كيف أنت ووجه يشع بنور الرضا والابتسام...والطمأنينة والسعادة..!!
ابتسم وتعلم كيف تبتسم...تدرَّب لتبتسم...
وقد قال الحبيب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )
( تبسَّمك في وجه أخيك؛ لك صدقة )
إذا كـان إدخال السرور على أخيك قد حصل؛ بتبسمك له...فمعنى ذلك أنك بتبسمك قد أدخلت السرور على نفسك أولا...
(عن جرير قال: ما حجبني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي )
(قال أهل اللغة : التبسم مبادىء الضحك، والضحك: انبساط الوجه حتى تظهر الأسنان من السرور)
قال صاحب اللسان
ابتسمَ وتَبسَّمَ: هو أقل الضحك وأحسنه. وفي التنزيل {فتبسَّم ضاحكا من قولها}قال الزجاج : التبسُّم أكثر ضحك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وامرأة بسَّامة ورجــل بسَّام.)
فلماذا تحرم نفسك هذا السرور...وهذه السعادة التي تَكسِبها بلا عناء؛ اللهم إلا أن تحرك شفتيك، العليا إلى الأعلى والسفلى إلى الأسفل قليلا قليلا...
ربما تقول: إن هذا أمر صعب. وأقول: نعم هو صعب على الذي لم يعتاده ولكن على الذي تدرَّب عليه واعتاده أمر يسير...وانظر إلى من الابتسامة تعلو محياه دائما...فاقتد به في ذلك...وتدرَّب على اكتسابها...وستكون عليك شيئا جديدا تحتاج منك إلى صبر...ولكنك مع الوقت ستكسب خصلة من أروع الخصال...ومن أميز السجايا...التي تمتاز بها عن غيرك...هي قدرتك على الابتسام وإدخال السرور على نفسك أولا، ثم إلى أخيك المسلم ( عن أبي ذر قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تحقِرنَّ من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلِق ) ( وجه طَلْقٌ: ضاحك مشرق، وطليق: مستبشرٌ، منبسط الوجه)
اجعل لك في اليوم أكثر من ابتسامة...قد تكون بداية غريبة...لا عليك...ولكن داوم على عددها في اليوم...ثم زِدْها تدريجيا...حتى تصبح سجيتك المعهودة...وَوِساماً على وجهك البشوش...ولا تسمع بَعْدُ إلا: إنك بسَّـام ( كثير التبسم ) وأنتِ بسَّامة( كثيرة التبسم )... فلتهنك تلك الخصلة الرائعة الجميلة...
تبسَّم ففيها شفاء من أدواء كثيرة ( الهم...الحزن...الغم...الاكتئاب...)
( إنه يقوِّي جهاز المناعة، ويُنعش الدورة الدموية، وينشط 230 عضلة من أصل 640 عضلة، إن دقيقة واحدة من الضحك لها من التأثير ما يعادل ست دقائق من الجري، إنه يزيد من جمالنا أكثر من أغلى فنون التجميل كلفة.)
تبسَّم فما تعني الحياة إذا أنت عَبَسْت وقطَّبت جبينك...
تبسَّم وتعلم كيف تَبْتَسم...تدرب كيف تَتَبسَّم...
انظر معي إلى الأطفال وهم يلعبون...ماذا ترى..؟ ترى الابتسامة تعلو محيَّاهم...فلا تراهم إلا ضاحكين...
انظر إليهم واندمج معهم في الضحك والابتسام...واسترجع عندما كنت طفـلا مثلهم...كيف كـنت تفعل...؟
تقفز من هنا...وتعلو ظهر أبيك...ثم تكسر الزجاجة التي تحوي شيئا من الزهور...ثم تولي ضاحكا مُكَرْكِرا كأنك لم تفعل شيئا...تَخْطِفُ الحلاوة من يد أخيك وتتركه يبكي...وأنت قد وقعت من الضحك...وتدحرجت على الأرض مُقَهْقِهاً ضَحِكًا مَرِحا كأن شيئا لم يكن...هكذا كنت، بل أكثر...فعندما تضحك فإنك تضحك بقوة وبصدق وصفاء...استرجع هذه الأيام الجميلة... والساعات الحلوة الذهبية من حياتك...واضحك وابتسم...
(يضحك الأطفال حوالي 400 مرة في اليوم، في حين لا نضحك نحن الكبار سوى 15 مرة تقريبا في أحسن الأحوال .)
( إنك الرسام والنسَّاج والمصمم والمهندس لحياتك، سواء كنت ثريًّا أو فقيراً، يمكنك التطلع للنجوم ليلا، ويمكنك كذلك مراقبة غروب الشمس، والاستماع لتغريد الطيور، وسوف يبهجك الجمـال في كل مكان من حولك...
ابدأ الآن في تأمل جمال خلق الله، ودع الخير يفيض من خلال أفكارك وكلماتك وأفعالك...
وما الحياة إلا مرآة تعكس لنا بالضبط ما نخزنه في عقولنا الباطنة، انظر للعالم بعين الحب والجمال؛ لن ترى سوى الحب والجمال وخيرات الله ونعمه بداخلك)
ابتسم ولو كنت غير صادق...فإن نفسك ستستجيب لهذا الإرسال الجميل...وستتقبله ولو كنت في وضع غير جيد ( كالحزن أو الهم أو المرض أو غير ذلك ) لاعليك فقط أرسل ابتسامة ولو كانت غير صادقة ...مرة وأخرى وثالثـة...ستجد أنك فعلا تبتسم...وأن نفسك تقبل هذه الابتسامة على أنها رسالة منك بأنك سعيد وفرح ومسرور...وعلى ذلك ستتغير مشاعرك من الحزن والهم إلى السرور والفرح والغبطة...
***********
ابتسم...فالروض تراه دائما باسما بأزهاره
المتفتحة...وأقحوانه العطر الشذي...
ابتسم فالطير يُشجيك بألحانه العذبة...
والبلبل الصداح يطرب سمعك بتغريده الندي...
ألا ترى إلى الشمس تَبْسُم مع إطلالة كل صباح؛ فتبدد ذاك الظلام الدامس... نعم هي الهموم...إذا أنت طردتها بالابتسام طارت...
وحلَّقت فوقك طيور السعد والسعـادة...تنشد بلحن بهي...
***********
أخي القاريء الكريم، وأختي الفاضلة :
أنتَ وأنتِ الآن في أرض خضراء...قد لَبِسَتْ أزهى ثيابها...
وبأجمل حُلَلِها الله قد كسـاها...
فتلك الزهور تتراقص في مهبِّ النسيم...
وتلك وردة أُرجوانية قد فتحت فاها...
************
وتلك أُقحوانة فاحت بعطرها الفواح...
وذاك الخزامى قد مـلأ الجو بـريحه العَبِـق...
وتلك زهرة تكشَّفت عن ساقيها...كأنها ساقا ملاح...
وتلك الوردة المشوبة بالحمـرة تداعب خديك...فالأرض كأنها بساط أخضر...أومض بها البرق ولاح...
**********
السماء تلبَّدت بالغيوم...
قَشْعَةٌ هنا وغيمة هناك تحوم...
الشمس تخترق تلك الغيمات بألوانها الذهبية...
فترسم لوحة رائعة فنية...
*********
أومض البرق فبدَّد الظلام...
ثم تهاطلت حبَّات المطر...
ولاتسمع إلا زقزقة العصافير وشدو الحمام...
وتغريد البلابل...وهديل اليمام...
وهطول حبَّات البَرَد من ورق الشجر...
*******
في هذا الجو الممتع...البديع...الخلاَّب...أريد منك شيئا يسيرا:
ابتسامة فقط....ابتسم الآن...
وافتر عن ثغر نضيد...
استمتع وأنت تبتسم بهذا الجو المليء بالزهر...
الفَّواح بأزكى الروائح وأنت سعيد...
أنت الآن لاتزال تبتسم...
وأنت تشم ريح الخزامى...
وندى الأرض من بَلَل المطر...
********
أنت الآن تبتسم...وينشرح صدرك وأنت تسمع أصوات الطيور ترسل الأناشيد...
تعلن فرحتها بالعيد...
أنت الآن لاتزال تبتسم...
وتلقط حبات البرد من فوق وُريقــات الشجر...
هل مازلت الآن تبتسم...؟؟
حسناً فعلت ولك مني على الابتسام والتبسم همس السحر....
*******
وقفة :
بعد هذا التِجْوال الجميل مع الابتسامة...والتطبيق الفعلي لها؛ بودي أن تتلمَّس مشاعرك...وتَتَحَسَّس أحاسيسك...وتُفتش عن صدى تلك الابتسامة التي أمتعتنا بها...ماذا ستجد...؟
في ظني أنك ستقول: عثرت على مشاعر طيبة...وأحاسيس سعيدة.... وأصداء جميلة رائعة...ومنتهى السعادة والغبطة والسرور...
همسة:
كرِّر ذلك متى شئت .