فأَجلس على شُرفتي أراقب السماء .. متمنّية من الله ان تكون هناك في الجانب الآخر من المدينة تَفعل الشيء ذاته..~ ...تَذكرني..~ تشتاقني..~ تَكتبني كَما أَكتبك الآن..~ . . . أحاول عبثاً أن أغافل نفسي لأأنام.. فَيلدغَني حَنيني إلَك ليُوقظني..~ . . قآسية هي المساءات التي لا تحملك إليّ.. مظلمة ...بآهتة ...وهادئة دُخان الحَنين يَكاد يَقتلني..~ والشَوق في الليل يَكون مُظلمًا أَكثر
و قاسٍ أَكثر ~
**
سأفتقدك جداً.. حين يأتي الليل بلا صوتك وبلا طيفك و بلا دفئك
سأفتقدك جداً.. حين يمد لي أحدهم ذراعيه و ينتشلني من بحر أحزاني ويمنحني أجنحة جديدة ودماءً جديدة وحياةً جديدة
و " يسأل قلبي عنكَ بخجل " و تحِنُّ إليكَ في عروقي الدماء....
سأفتقدك جداً.. حين أتناول طعامي و لا تكون في المقعد المقابل و لا المقعد المجاور و لا المقعد القريب و لا البعيد و أجلس وحيدةً تحاصرني عيون الأشقياء....
سأفتقدك جداً.. حين أردِّدُ أمامهم كاذبة أني نسيتك ~ و أنَّ أمرك ما عاد يعنيني و أن فِراقك ما عاد يشقيني و أني لا أعود في المساء كالطفلة الموؤودة إلى سريري و أبكيك في الخفاء....
سأفتقدك جداً.. حين تحدثني عنك أخرى و تسرد حكاية شوقكَ لعينيها و أشمُّ عطركَ في يديها و تتفجر كل المتناقضات بداخلي فأشتاقك أكثر ~ و أرفضك أكثر ~ و أحبك بلا حدود ~ و أكرهك بلا انتهاء....
سأفتقدك جداً.. حين يسألني عنكَ قلبي و أصمت و يسألني عنكَ عقلي و أصمت و يسألني عنكَ ليلي و أصمت و يسألني عنكَ جداري و أصمت و يسألني عنكَ هاتفي و أصمت و أتحوّلُ إلى قالب من الثلج يقتات بكبرياء....
سأفتقدك جداً.. حين أكتشفُ أنّكَ الرجلُ الوحيد الذي أثار جنوني و أثار رعبي و أثار غيرتي و منحني قدرة على الحب و " شيّد لي مدينة من الثلج " فوق خط الاستواء....